أعلن مؤسس شركة “هيندنبورج ريسيرش”، ناثان أندرسون، عن قراره بإغلاق الشركة التي أثارت بتقاريرها موجات من الاضطرابات في الأسواق المالية، محدثةً خسائر بمليارات الدولارات للشركات المستهدفة. الشركة، التي تأسست عام 2017، اشتهرت بتقاريرها التي دفعت المستثمرين إلى عمليات بيع واسعة النطاق، ما أدى إلى تراجع قيم السوق لشركات بارزة، مثل مجموعة أداني الهندية، وشركة نيكولا الأمريكية، وسوبر ميكرو كمبيوتر.
في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للشركة، أوضح أندرسون أن قراره نابع من طبيعة العمل المكثفة والمجهدة، مشيراً إلى أن “الخطة كانت دائماً إنهاء العمل بعد تحقيق جميع الأفكار التي عملنا عليها”.
نشاط البيع على المكشوف: آلية محفوفة بالمخاطر
اشتهرت هيندنبورج بنشاطها في البيع على المكشوف، وهو استثمار يعتمد على اقتراض الأسهم وبيعها مع توقع انخفاض قيمتها، ثم إعادة شرائها لتحقيق أرباح. هذا النوع من الاستثمار يتطلب تحقيقات معمقة لتحديد المشكلات المحاسبية أو سوء الإدارة في الشركات المستهدفة.
رغم تحقيق أرباح كبيرة، إلا أن هذا النشاط محفوف بالمخاطر، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الأسهم إلى خسائر غير محدودة للبائعين على المكشوف.
تقارير هزت الإمبراطوريات
من أبرز تقارير هيندنبورج كان الرهان ضد مجموعة أداني في عام 2023، حيث اتهمت الشركة المجموعة باستخدام ملاذات ضريبية خارجية بشكل غير قانوني، مما أدى إلى خسارة المجموعة أكثر من 100 مليار دولار من قيمتها السوقية. كما استهدفت الشركة شركة نيكولا في عام 2020، متهمةً إياها بتضليل المستثمرين بشأن تقنياتها.
قرار الإغلاق: خطوة شخصية ومهنية
أوضح أندرسون أن قراره لم يكن ناتجاً عن تهديدات أو مشكلات صحية، بل رغبة في إنهاء فصل من حياته المهنية. وأضاف أنه سيعمل خلال الأشهر المقبلة على إعداد مواد تعليمية لشرح نموذج عمل الشركة وتحقيقاتها، لتكون متاحة للجميع.
إغلاق شركة هيندنبورج يمثل نهاية لحقبة من النشاط المالي المثير للجدل، حيث نجحت الشركة في كشف تجاوزات كبرى وتحقيق تأثير ملموس على الأسواق. ورغم النجاحات، يبدو أن الأعباء الشخصية والمهنية دفعت أندرسون لاتخاذ هذا القرار، مما يترك أثراً كبيراً في مجال البيع على المكشوف.
