في تحليل حديث صدر عن رئيسي أبحاث السلع الأولية في كل من غولدمان ساكس ومورغان ستانلي، أشارا إلى أن أسعار النفط الحالية قد تكون أقل من قيمتها الحقيقية، مشيرين إلى مجموعة من العوامل التي تدعم هذه الرؤية، من أبرزها العجز الحالي في السوق والمخاطر الجيوسياسية المحيطة بالإمدادات العالمية.
نقص الإمدادات والمخزونات
صرح دان سترويفين، الرئيس المشارك لأبحاث السلع العالمية لدى غولدمان ساكس، أن التقديرات تشير إلى أن أسعار النفط أقل بنحو 5 دولارات للبرميل عن القيمة العادلة بناءً على مستويات المخزون الحالية. وأوضح أن سوق النفط سجلت عجزًا بحوالي نصف مليون برميل يوميًا خلال العام الماضي. كما أضاف أن الصين والولايات المتحدة تواصلان بناء مخزونات استراتيجية، مما يزيد الضغط على العرض العالمي.
دور أوبك+ والعقوبات الإيرانية
لفت سترويفين إلى أن انخفاض إنتاج دول أوبك+، إلى جانب إمكانية تشديد العقوبات على إيران، قد يؤدي إلى خفض الإمدادات العالمية بنحو مليون برميل يوميًا، مما يعزز احتمالية ارتفاع أسعار النفط في الأمد القريب. وتوقع أن يصل سعر خام برنت إلى ذروة تبلغ 78 دولارًا للبرميل بحلول منتصف العام المقبل، قبل أن ينخفض تدريجيًا إلى 71 دولارًا بحلول عام 2026.
موقف مورغان ستانلي: المخزونات وديناميكيات الطلب
من جهة أخرى، أكد كبير محللي السلع الأولية في مورغان ستانلي، مارتين راتس، أن الانخفاض الحالي في مستويات المخزون يضيف دعمًا للأسعار، متوقعًا زيادتها ببضعة دولارات. وأضاف أن ضعف الطلب وتراجع المعروض يعدان من العوامل الرئيسية التي تؤثر على التوازن في السوق. كما أشار إلى أنه رغم التوقعات بفائض في المعروض العام المقبل، فإن تاريخ السوق يظهر أن المنتجين يخفّضون الإنتاج عندما تنخفض الأسعار، مما يحد من تأثير الفائض المتوقع.
توقعات السوق على المدى الطويل
تُظهر هذه التحليلات تباينًا في الرؤية بين تحقيق توازن السوق على المدى القريب وتأثير الفائض المتوقع على المدى الطويل. ومع استمرار تطورات السوق، يظل النفط في وضع حساس للتغيرات الجيوسياسية وظروف العرض والطلب العالمية.