شهدت تدفقات الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى مصر ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 8% خلال الأسبوع الأول من ديسمبر الجاري، مما يمثل دفعة مهمة لتلبية احتياجات السوق المحلية. ووفقًا لتصريحات مسؤول حكومي، ارتفع حجم الغاز اليومي الموجه إلى مصر ليصل إلى 970 مليون قدم مكعبة يوميًا، مقارنة بمتوسط 900 مليون قدم مكعبة يوميًا في الأسبوعين الأخيرين من نوفمبر الماضي.
وأوضح المسؤول أن الزيادة اليومية تراوحت بين 50 و70 مليون قدم مكعبة، مما يعكس تحسنًا ملحوظًا في تدفقات الغاز بعد التراجع الكبير الذي شهدته واردات مصر في نوفمبر الماضي، حيث انخفضت إلى نحو 800 مليون قدم مكعبة يوميًا نتيجة توقف الإمدادات لمدة يومين متتاليين.
تعتمد مصر بشكل أساسي على الغاز الإسرائيلي الذي يتم نقله عبر خط أنابيب شرق المتوسط وخط الغاز العربي، لتلبية جزء من الطلب المحلي المتزايد. يأتي هذا في ظل تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في مصر بنسبة تتراوح بين 20 و25% خلال العامين الماضيين، وفقًا لتصريحات وزير البترول المصري كريم بدوي في أكتوبر الماضي، مما دفع الحكومة إلى تكثيف برامج التنمية والحفر لدعم الإنتاج المحلي.
تعويض التراجع وزيادة الإنتاج المحلي
أشار المسؤول إلى أن برامج تنمية حقول الغاز المصرية التي نُفذت بالتعاون مع الشركاء الأجانب، ساهمت في تعزيز الإنتاج المحلي بحوالي 200 إلى 250 مليون قدم مكعبة يوميًا منذ بداية العام المالي الجاري. ومن المتوقع أن ترتفع الطاقة الإنتاجية بمقدار مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول منتصف 2025، مع بدء تشغيل آبار جديدة وربط الحقول القائمة.
تواصل الشركة القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس” العمل على تلبية احتياجات السوق المصرية من الغاز، سواء عبر الإنتاج المحلي أو الواردات، مع إمكانية اللجوء إلى السوق العالمية لاستيراد شحنات فورية عند الضرورة.
وحدات تغييز عائمة لتعزيز الإمدادات
في خطوة لتعزيز قدرات التخزين والاستيراد، وقعت مصر اتفاقية مع شركة “نيوفورترس” الأميركية لاستئجار وحدة تغييز عائمة جديدة، تعد الثانية في السوق المحلية. تهدف الوحدة إلى استقبال وتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادته إلى حالته الغازية، لتلبية الطلب المتزايد وضمان استقرار الإمدادات.
هذه التطورات تأتي في إطار خطة مصر للتحول إلى مركز إقليمي لإمدادات الغاز الطبيعي، حيث تسعى الحكومة إلى تعزيز استثماراتها في قطاع الطاقة وزيادة الإنتاج المحلي لمواكبة احتياجات السوق المحلية والإقليمية.